نقابة وطنية للصحة تهدد بالاحتجاجات بعد تكرار حوادث الاعتداء على الأطر الصحية

حسين العياشي

تتواصل سلسلة الاعتداءات على الأطر الصحية داخل المراكز الصحية العمومية، وآخر فصول هذه الاعتداءات كان في مدينة بوزنيقة، حيث تحولت مناوبة عادية إلى مواجهة حادة انتهت بتعرض إحدى الموظفات في قطاع الصحة لاعتداء لفظي قوبل بإدانة شديدة من زملائها ومرتادي المركز.

الحادث الذي وقع داخل المركز الصحي بالمدينة كان مؤلمًا وغير متوقع، فقد فوجئت الموظفة، وهي إحدى العاملات في المركز، بهجوم لفظي جارح من أحد عناصر الأمن الخاص. هذا العنصر، الذي كان من المفترض أن يؤدي دورًا في تأمين المكان، لم يتردد في استخدام كلمات مهينة وسط المرفق الصحي، مما أثار حالة من الارتباك والفوضى بين العاملين والمرتفقين على حد سواء. ورغم تدخل بعض الزملاء لاحتواء الموقف، إلا أن الحادث يطرح مجددًا تساؤلات حول الأمن الداخلي في المؤسسات الصحية، في وقت تزداد فيه الشهادات حول احتكاكات متكررة بين حراس الأمن الخاص وبعض المهنيين.

وبحسب مصادر محلية، فإن الواقعة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن أثيرت عدة تنبيهات حول تصرفات مشابهة لعناصر الأمن الخاص في نفس المركز. فالأطر الصحية كانت قد عبرت في أكثر من مناسبة عن انزعاجها من سلوكيات غير لائقة، لكنها لم تجد استجابة فعلية من الجهات المعنية. ووفقًا للمصادر، فإن هذه الحادثة تأتي بعد أسابيع قليلة من تحذيرات نقابية أرسلت إلى الإدارة الإقليمية ببنسليمان بخصوص ما اعتبرته “الخروقات والسلوكيات اللامهنية” من طرف حارس الأمن ذاته، لكن لم تُتخذ أي إجراءات حاسمة لضبط الوضع أو لحماية الأطر الصحية.

وفي هذا السياق، عبر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية ببنسليمان عن استنكاره الشديد لما تعرضت له الموظفة من إساءة لفظية، مؤكدًا تضامنه التام معها ومع باقي العاملين الذين تقدموا بشكاوى مشابهة في السابق. كما انتقد المكتب “صمت الإدارة الإقليمية” تجاه التنبيهات المتكررة، واعتبر أن تجاهل هذه القضايا يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الوظيفي للأطر الصحية.

النقابة لم تقتصر على الإدانة فقط، بل ألمحت إلى إمكانية اللجوء إلى خطوات احتجاجية “مشروعة” إذا استمر الوضع على ما هو عليه، محذرة من أن استمرار هذه السلوكيات من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على سير العمل داخل المراكز الصحية بالإقليم. وأضافت النقابة أن البيئة غير الآمنة التي تسود بعض المراكز الصحية أصبحت تهدد سلامة العاملين وتغذي حالة من الاحتقان المستمر.

تثير هذه الواقعة مجددًا النقاش حول شروط العمل داخل المؤسسات الصحية، خاصة في ظل تزايد دور شركات الحراسة الخاصة في تأمين هذه المرافق العمومية. إذ يطالب العديد من المهنيين بضرورة وضع نظام واضح للمسؤوليات، يضمن حماية العاملين ويقضي على السلوكيات الفردية التي باتت تشكل مصدر توتر يومي في بعض المراكز الصحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى