هلال يدعو إلى “حسن النية والتوافق” لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط

زوجال قاسم

دعا السفير الممثل الدائم للمغرب لدى منظمة الأمم المتحدة عمر هلال، إلى اعتماد مقاربة تتسم بحسن النية والسعي نحو إيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف، عوض إبراز الانقسامات، وذلك خلال ترؤسه اليوم الثلاثاء بنيويورك، افتتاح أشغال المؤتمر السادس لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وباقي أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، المنعقد في الفترة ما بين 17 و21 نونبر الجاري، مؤكدا أن الهدف النهائي يظل مشتركاً للجميع، ويتمثل في تحقيق منطقة شرق أوسط تنعم بالتنمية والازدهار دون أن يتهددها شبح التحديات الوجودية.

وفي كلمته الافتتاحية، أوضح الدبلوماسي المغربي أن الرئاسة المغربية للمؤتمر تأتي في ظرفية إقليمية صعبة ومعقدة، تتميز بتحديات أمنية وجيوسياسية وأزمات إنسانية “تختبر العزيمة الجماعية”، مشدداً على أن الدبلوماسية والحوار والتعاون متعدد الأطراف في هذه الظروف العصيبة “لا تعد أموراً اختيارية، بل ضرورية”، كما أشار إلى أن الرئاسة المغربية ترتكز على ثلاثة مبادئ رئيسية هي الإدماج، والشفافية، وروح التوافق، باعتبارها الأسس التي ينبغي أن تنبني عليها أي منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل لضمان استدامتها ومصداقيتها.

واستعرض هلال الإنجازات المحورية التي تحققت خلال فترة رئاسة المغرب للمؤتمر السادس، مشيراً إلى الإعلان المشترك الأول الذي تم توجيهه باسم أعضاء المؤتمر، وتنظيم أول حدث مواز في تاريخ المؤتمر على هامش أشغال اللجنة التحضيرية لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

كما سلط الضوء على قرار انعقاد الاجتماع الثالث للجنة العمل بمدينة عمان، في ماي 2025، وهي المرة الأولى التي يعقد فيها اجتماع لجنة العمل خارج نيويورك، بالإضافة إلى المساهمة المشتركة الأولى في تاريخ المؤتمر ضمن الدراسة الشاملة المتعلقة بالمناطق الخالية من الأسلحة النووية.

وفي الختام، وجه السفير المغربي نداءً إلى الدول الملاحظة لمواصلة دعمها الملموس لهذه العملية، مؤكداً أن إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط لا يشكل مجرد طموح إقليمي، بل يمثل مساهمة جوهرية في تعزيز السلم والأمن العالميين. وجدد السيد هلال التزام الرئاسة المغربية بمواصلة تسهيل الحوار ورأب فجوة الاختلافات، مؤكداً أن التقدم نحو هذا الهدف الهام يمكن تحقيقه عبر “دبلوماسية تتسم بالصبر وحسن النية والالتزام الراسخ”. 

يشار أن المؤتمر تشارك فيه قوى نووية ومنظمات دولية بارزة، ويهدف إلى التفاوض بشأن معاهدة مستقبلية ملزمة قانوناً لنزع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى