وفد أمريكي يزور الداخلة تمهيدا لافتتاح قنصلية جديدة قبيل التصويت الأممي حول الصحراء

إعلام تيفي ـ وكالات
في خطوة دبلوماسية لافتة قبل أيام من التصويت المنتظر في مجلس الأمن بشأن تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، كشفت مجلة أفريكا إنتليجنس الفرنسية المتخصصة في الشؤون الإفريقية عن زيارة غير مسبوقة قام بها وفد من الدبلوماسيين الأمريكيين إلى مدينة الداخلة، في مؤشر واضح على رغبة واشنطن في تسريع حضورها الرسمي والدبلوماسي في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
ووفقا للمجلة الصادرة في باريس، فإن الوفد الذي يضم دبلوماسيين من القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء والسفارة بالرباط، عقد هذا الأسبوع سلسلة من الاجتماعات مع السلطات المحلية بالداخلة، من أجل تقييم الوضع الميداني وتحديد الموقع المحتمل لافتتاح القنصلية الأمريكية الجديدة.
وتأتي هذه الزيارة، التي نظمت رغم الإغلاق الجزئي للإدارة الأمريكية منذ مطلع أكتوبر، بترخيص استثنائي من وزارة الخارجية الأمريكية، ما يعكس الأهمية السياسية التي توليها واشنطن للملف قبل التصويت الحاسم المرتقب في مجلس الأمن على مشروع القرار الأمريكي بشأن الصحراء.
وبحسب أفريكا إنتليجنس، التقى الوفد الأمريكي بوالي جهة الداخلة – وادي الذهب علي خليل، ورئيس المجلس الجهوي ينجا الخطاط، ومدير المركز الجهوي للاستثمار بالنيابة أحمد كثير، وذلك في إطار التحضير العملي لإطلاق القنصلية المنتظرة.
وتأتي الخطوة استجابة لطلب مغربي قدم منذ سنة 2020 في سياق اتفاقات أبراهام التي أعادت بموجبها الرباط علاقاتها مع إسرائيل برعاية أمريكية، مقابل اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء.
ويرى محللون أن التحرك الأمريكي في هذا التوقيت يوجه رسالة سياسية قوية، مفادها استمرار دعم واشنطن لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب باعتبارها الحل الواقعي والجاد للنزاع، مع الدعوة إلى استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة.
ومن المنتظر أن يجرى التصويت في مجلس الأمن يوم الثلاثين من أكتوبر، وسط توقعات باحتمال امتناع روسيا أو الصين عن التصويت، فيما تعمل الولايات المتحدة وفرنسا على ضمان تمديد ولاية بعثة المينورسو إلى نهاية يناير المقبل فقط بدلاً من سنة كاملة.
وتشير مصادر المجلة إلى أن واشنطن تستعد للإعلان رسميا في نوفمبر عن نيتها فتح قنصلية دائمة في الداخلة، في خطوة تراها الرباط مكسبا دبلوماسيا جديدا وتطمينا للمستثمرين الأمريكيين والدوليين بشأن استقرار الأقاليم الجنوبية.
وأكدت أن وكالة الأمن القومي الأمريكية منحت الضوء الأخضر للشركات الأمريكية لبدء استثماراتها في المنطقة بعد تقييم دقيق للمخاطر الأمنية، غير أن إنشاء بعثة دبلوماسية دائمة يظل مشروعاً معقداً يتطلب ترتيبات مالية ولوجستية طويلة.
وتأتي هذه التطورات في سياق تجدد الاهتمام الأمريكي بملف الصحراء منذ اعتراف إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الإقليم في دجنبر 2020، وهو الموقف الذي حافظت عليه إدارة جو بايدن رغم بعض التحفظات الأوروبية والأممية.
ويرى مراقبون أن تسريع إجراءات فتح القنصلية الأمريكية في الداخلة يهدف إلى تكريس الموقف الأمريكي الداعم للمغرب وتعزيز الاستثمار في المنطقة، مع الحرص على إبقاء التوازن الدبلوماسي مع الجزائر وجبهة البوليساريو داخل أروقة الأمم المتحدة.
ومع اقتراب موعد التصويت الأممي، يعيش ملف الصحراء أجواء ترقب دبلوماسي مكثف، في ظل تواصل النقاشات داخل مجلس الأمن حول الصيغة النهائية لمشروع القرار الأمريكي الذي يربط بين الحكم الذاتي المغربي وحق تقرير المصير لشعب الصحراء، وهي صيغة يرى محللون أنها غامضة وتحاول واشنطن من خلالها تمرير نص متوازن يدعم المغرب دون استفزاز الأطراف الأخرى.





