تقرير خطير: العنف في الوسط المدرسي بين الواقع والتحديات

أصدر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي تقريرًا هامًا يتناول موضوع “العنف في الوسط المدرسي”. يعتمد التقرير على نتائج دراسة كمية أجريت في نهاية الفصل الدراسي الأول من السنة الدراسية 2021-2022، وشملت 260 مؤسسة تمثل جميع المستويات التعليمية على المستوى الوطني.

التقرير كشف مجموعة من النتائج المثيرة للاهتمام حول تقييم العنف في الوسط المدرسي. وكانت الهيئة الوطنية للتقييم قد قامت بإجراء هذه الدراسة بالشراكة مع منظمة “اليونيسف”.

وفقًا للتقرير، صرح نحو ثلث تلاميذ المرحلة الابتدائية بأنهم تعرضوا للنبذ بألقاب مهينة، بينما أكد 55.9% من تلاميذ المرحلة الثانوية – خصوصًا الذكور – أنهم تعرضوا للسخرية والشتائم بدرجات مختلفة.

البحث الميداني أظهر أيضًا انتشار العنف الجسدي في الوسط المدرسي، حيث صرح 25.2% من التلاميذ بالمرحلة الابتدائية أنهم تعرضوا للضرب، و28.5% تعرضوا للدفع.

وتعرضت التلاميذ أيضًا لعنف الاستحواذ، بما في ذلك السرقات البسيطة والتهديد بالقوة للاستيلاء على أغراضهم الشخصية. بلغت نسبة الذين تعرضوا لهذا النوع من العنف 27.1% و38.6% لتلاميذ المرحلتين الابتدائية والثانوية على التوالي.

وفيما يتعلق بالتحرش الجنسي، أشار التقرير إلى أن التلاميذ الذكور هم المرتكبين الرئيسيين لهذه الأعمال، وأكد عدد كبير من التلاميذ أن الأساتذة أيضًا معنيون بها. فصرح 6.9% من تلاميذ المرحلة الابتدائية و24.5% من تلاميذ المرحلة الثانوية بتعرضهم للتحرش الجنسي من قبل الأساتذة.

يهدف التقرير إلى تقديم تشخيص مفصل لوضع العنف في الوسط المدرسي في المغرب، وتحديد مدى انتشاره وأسبابه وتجلياته المختلفة، بالإضافة إلى تحديد الفاعلين المعنيين به. ويركز التقرير على ضحايا العنف، سواء كانوا تلاميذًا أو أعضاء هيئة التدريس، ولا يقتصر على مرتكبي الأعمال العنيفة.

إن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية التعامل مع قضية العنف في الوسط المدرسي بشكل جاد وفعال، وتحفز على اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة وأمان الطلاب والمعلمين في بيئة التعليم.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى