بُركان الجزائر

بُركان الجزائر

لم تعرف الجزائر منذ تأسيسها سنة 1962 كدولة حديثة أي تدفق للحمم البركانية أو أي نشاط بركاني طبيعي، و انتظر الجزائريون 62 سنة من تاريخ تأسيس دولتهم ليفجروا في أنفسهم بركانا من نوع آخر، بركان سُمِّيَ ببركان النهضة، بركان حول مسؤوليهم العساكر إلى مسخرة الدول و جعلهم يؤكدون بأنفسهم للعالم أجمع أنهم مجموعة من الحمقى يسيرون شأن بلد شعبه مغلوب على أمره. بركان النهضة بركان خامد لم يكن لينفجر لولا غباء القائمين على شؤون دولة لم تذخر جهدا للنبش في أعماق سفح جبل قائم لما يزيد عن اثنتي عشرة قرنا، بركان النهضة من أصغر براكين الجبل الشامخ الأبي، لكن انفجاره غطى صداه كل ربوع المعمورة، دَوِيٌ و صدى جعل الجميع يتسائل بما فيهم أهل الجبل، سؤال من آية قرآنية كريمة بسورة هود: “أليس منكم رجل رشيد”، ثم، ألم يسمع منكم أحد قول الشاعر “يا ناطح الجبل الأشم بقرنه – رفقا بقرنك لا رفقا على الجبل”، ألم تسمعوا قول الشاعر الكويتي حمد السعيد: لاصِرْت ترمي لك جبل غلطة منك – و أمر طبيعي اذا رميته تصيبه – يكفي كبره وانت ما حد درى عنك – يزداد هيبة و انت تزداد خيبة… طبعا هي أسئلة لم و لن نجد أجوبة عنها لأن الغبي هو أول عدو لنفسه، كما أن العاقل لا يحارب و لا يحاول تدمير الغبي فالأخير لا يحتاج إلا مزيدا من الوقت و سيدمر نفسه بنفسه.

كانت هاته مقدمة بسيطة لرسالة كان بودي أن أبعث بها لأشقائنا بالجزائر (شق الله صف كابراناتهم و حكمهم العسكري الغبي) و لم أجد أفضل من هاته المناسبة لأذكرهم أن مغربنا جبل شامخ عتيد، أصوله متجدرة في عمق التاريخ، جبل لا تهزه الرياح و الأعاصير و لا يزده رميه بالحجر إلا هيبة و علوا، أما المغربي فهو رمز العزة و الكرامة، متسامح في طبعه، أبيٌّ، قوي، غليظٌ على من مس وطنه بسوء، متأهب لأن يفدي وطنه بروحه و ماله و ولده و ما ملك إن مُسّت حبة رمل من أرضه، يمشي وراء قائد همام، نِعم القائد، عاقل، متزن، لا يكترث لترهات عداة الوطن، و لا يعيرهم أي اهتمام، فانصبابه على تطوير بلده و حرصه على تحقيق الحياة الكريمة لشعبه أهم عنده و أكبر. و ليعلم حكامكم الفشلة و من يدور في فلكهم ممن ينعمون بخيرات بلدكم و لا يرمون لكم حتى الفتات أننا أمة تربينا على حب الوطن و حماية وحدته الترابية، ننعم بخيرات بلدنا و نعيش تطوره و رقيه بين الأمم، و أننا نعلم علم اليقين أن عويلهم و نباحهم و زرعهم الفتن و المكائد و تصويرهم لعدو وهمي يريد لهم الشر دائما ما هي إلا محاولات فاشلة لإخفاء الحقائق و إلهاء الشعب الجزائري الذي رحب في وقت سالف بعون المغاربة ليكونوا الفاعل الأساسي في تحرير أرضه و تأسيس وطنه، إلهاء هذا الشعب عن التأخر الحاصل في بلده و عن نهب خيراته و عن غياب أدنى مقومات الحياة الكريمة و عن و عن و عن… أشفق على حال حكامكم فهم ملزمون في كل آن و حين بخلق حدث أو فتنة تلهي الجزائريين و إلا فُضح أمرهم و قامت عليهم ثائرة الشعب المقهور.

بقلم محمد أشرف أبرون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى