شركات الطيران والفنادق تؤكد: النشاط السياحي مستمر دون ارتباك

حسين العياشي

رغم الاضطرابات الاجتماعية التي شهدتها بعض المدن المغربية مؤخراً إثر احتجاجات حركة الشباب المغربي “Gen Z 212″، فإن القطاع السياحي واصل نشاطه بشكل طبيعي، مؤكداً مكانة المغرب كوجهة مفضلة لدى السياح الدوليين. الأرقام الرسمية الصادرة عن السلطات أظهرت أن صيف 2025 سجّل معدلات قياسية في عدد الوافدين، بزيادة بلغت +15% مقارنة مع العام الماضي، وهو ما يعكس ثقة السياح واستقرار الحركة السياحية في المملكة.

وعلى مستوى المواقف الدولية، لم تصدر وزارة الخارجية الفرنسية منذ 16 شتنبر، أي تحديث استثنائي بشأن السفر إلى المغرب، مكتفية بالتحذيرات العامة القديمة، فيما أوصت وزارة الخارجية البلجيكية رعاياها فقط بتجنب أماكن الاحتجاجات، من دون دعوة إلى إلغاء الرحلات. نفس الموقف تبنته كل من إيطاليا وإسبانيا، وهو ما يعكس استمرار الثقة الأوروبية في الوجهة المغربية.

أما شركات الطيران، فلا مؤشرات على أي ارتباك في نشاطها. “الخطوط الملكية المغربية”، “إير فرانس”، “ترانزافيا” و”رايان إير” واصلت رحلاتها بشكل عادي، بينما عبّر بعض الفاعلين عن أن القلق الحقيقي مرتبط أكثر بإضرابات مراقبي الطيران المقررة في فرنسا بين 7 و9 أكتوبر، وليس بالوضع في المغرب.

وفي القطاع الفندقي، يؤكد المهنيون أن الوضع يسير بوتيرة طبيعية. شركة “TUI”، التي تملك أربعة نوادٍ سياحية في المغرب بينها اثنان في مراكش، اكتفت بإلغاء رحلة بالحافلة إلى ساحة جامع الفنا كإجراء احترازي. شركة “كووني” شددت بدورها على أنها لم تسجل أي إلغاء للرحلات أو الحجوزات، بينما أكد “كلوب ميد”، الذي يدير وحدة فندقية كبرى في منطقة النخيل بمراكش، أن أنشطته السياحية تسير بشكل طبيعي وأن الزوار يستمتعون بإقامتهم دون أي قيود، مع تعزيز إجراءات الأمن بالتعاون مع السلطات المحلية.

هذه المعطيات تؤكد أن السياحة المغربية ما زالت تحتفظ بجاذبيتها وصمودها أمام الأزمات الظرفية، بفضل تنوع منتجاتها السياحية، وقوة بنياتها التحتية، والتدابير الأمنية واللوجستية التي توفرها الدولة. كما أن التجربة السابقة أثبتت أن القطاع قادر على امتصاص الصدمات ومواصلة النمو، ليظل السياحة إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني ومصدراً مهماً للعملة الصعبة وفرص الشغل.

وعلى الرغم من الجدل الذي أثارته احتجاجات “Gen Z 212″، فإنها لم تنجح في زعزعة الثقة الدولية في المغرب كوجهة سياحية، وهو ما يبرز التوازن بين التحديات الداخلية والإشعاع الخارجي الذي تواصل المملكة ترسيخه في محيطها الإقليمي والدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى