حشود المصلين يوم العيد أكبر رد على دعاة التحرر بذريعة الحداثة

0

برعلا زكريا_مقال رأي

 

ينص الدستور المغربي على أن الإسلام دين الدولة. مع ذلك يأبى بعض القلة من المروجين لأفكار شاذة كالمجاهرة بالأكل خلال شهر رمضان المبارك، أو إلغاء المتابعة القضائية للعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج تحت مسمى “العلاقات الرضائية”. (يأبى) هؤلاء محاولة تزييف الواقع، واتهام المغاربة بأنهم بعيدين كل البعد عن القيم والتعاليم الإسلامية في حياتهم اليومية ومعاملاتهم.

والجدير بالذكر أن القانون المغربي يضمن الحريات الفردية والتعددية بما يسمح مثلا لمن لا يصلي أو لا يصوم أن يعيش حياة عادية مثله مثل من يعتنق ديانة غير الإسلام. لكن هذا الحق في حرية المعتقد يقابله واجب عدم الاعتداء على الغير أو المساس بمعتقداتهم. وهذا هو الضامن لتوفير شروط التعددية الفكرية والتنوع الثقافي الذي يميز المغرب منذ عقود، حيث يتعايش على أرضه أفراد وجماعات من مشارب ثقافية وفكرية واجتماعية مختلفة في أمن وتعايش وسلام وهو أمر قل نظيره في العالم بأسره.

وإذا كان التطرف الديني غير مرغوب فيه بمجتمعنا، حيث يتميز المذهب المالكي بالوسطية والاعتدال، فكذلك التطرف الفكري الداعي للتحرر التام من كافة القيود، لا يرتاح له المغاربة ويستقبلونه بامتعاض كبير.

ومن بين دفعوعات دعاة التحرر أن المغرب وقع على اتفاقيات دولية تحتم عليه توفير مظلة حرية تامة مشابهة لدول الغرب. لكن يظل ذلك مبررا واهيا، حيث أن المغرب يوقع على الاتفاقيات الدولية بما يلائم خصوصياته ومرتكزات الدستور المغربي الأساسية والتي من ضمنها الإسلام دين الدولة.

كذلك يتحجج دعاة كسر الصوم نهارا في الأماكن العمومية بأنهم ينضوون تحت لواء جمعيات حقوقية دولية، ويطالبون بالسماح لهم بارتياد المطاعم والمقاهي خلال رمضان كسائر الأيام، وإلى هؤلاء أقول: متى كانت جمعيات حقوق الإنسان (على اختلاف أنواعها) داعية لمحاربة معتقدات المسلمين والاعتداء على مشاعرهم وخواطرهم؟ بل حتى الدول الغربية صارت تحترم الصائمين وتسمح لهم بمهلة للإفطار عند بلوغ وقته، وقد شاهدنا ذلك مرارا في أكبر الدوريات الأوروبية، فهل بنو جلدتنا أكثر غربية من الغربيين أنفسهم ؟

 

ودون الخوض كثيرا في الجدال مع المصطادين في الماء العكر، فأكبر رد على هؤلاء هو حشود الشابات والشباب والشيوخ والسيدات المغربيات الفاضلات ،مصحوبين بأطفالهم، في جو بهيج مهيب،يزينون المصليات، ويكبرون بصوت واحد. صادحة أصواتهم في كل أرجاء المملكة المغربية الإسلامية مهما كاد المغرضون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.