إلى من يهمه الأمر..إرتقوا في عقولكم وتصرفاتكم

0

 

بشرى عطوشي

صادف هذا الصباح أن تتبعت شريط فيديو مصور من قبل سعد عابد رئيس جمعية بحري على موقع التواصل الاجتماعي “تيكتوك”، حيث تأسف كثيرا لحالة صادمة لشاطئ مدام شوال بالدارالبيضاء، بسبب تراكم الأزبال على رماله.

وخلال تصويره لهذا الشاطئ، سجل عابد أن غياب جمعية بحري حوالي أسبوعين فقط كان كافيا لتحول رمال الشاطئ إلى مزبلة لنفايات المصطافين.

من المؤسف أن نتحدث في سنة 2022 التي تعرف تطورا رقميا مهما، عن الأزبال في أمكنة نرتادها ونطمح لنتمتع برؤية جمالها ونظافتها.

من العيب أن تجلس في مكان نظيف وتتركه في حالة “مرعبة”، وتمر من مكان مرت منه مكانس نساء ورجال شركات النظافة، أو الإنعاش الوطني وترمي منديلا أو كمامة، أو غلاف حلوى، أو قارورة ماء، أو حفاضة رضيع، أو أو….

كم من سنة ننتظر لنرتقي في عقولنا، ونفكر ألف مرة بأن ما نقوم به من تخريب، يضرنا ويؤلمنا غدا وبعد غد، والعمر كله، فالجهد الذي يقوم به هؤلاء العمال والسلطات المحلية والجمعيات وغيرها، نحن بحاجة له في أماكن أخرى، والأموال التي تصرف للحفاظ على مثل هذه الأمكنة التي نخربها، نحن بحاجة لها في تطوير بلدنا والحفاظ على ممتلكاته التي هي في حد ذاتها ممتلكاتنا.

كثيرا ما أقول وأردد في يومي أن عدم احترامنا لنفسنا وبعضنا، يجعل المسؤولين بحد ذاتهم يتمادون في قلة اهتمامهم برفاهنا، قلت “رفاه”، لأن مجرد التفكير في بلدان حققت الرفاه لمواطنيها، يحيلنا على أن هؤلاء الأخيرين يحترمون كل ركن في بلدهم، وهذا الاحترام يتجلى في احترام القوانين من قبل المواطنين وتفعيلها من قبل الساهرين عليها، احترام قوانين السير لأن تطبيقه يكون بشكل سليم، واحترام الأماكن العمومية لأن الكل يقوم بما يترتب عليه، من مواطنين وسلطات، احترام الحدائق، الشواطئ، الأزقة، بشكل عام الفضاءات العامة، احترام الغير، احترام السكان، احترام الجيرة، احترام هذه الأرض التي أنعم الله بها علينا.

إن أكثر ما يحز في نفسي أننا شعب مسلم، والإسلام فيه كل ما يجعلنا من أرقى سكان الأرض، إلا أن هذه الأخيرة تشتكي منا لأننا فرطنا كثيرا في كل النعم التي أنعم الله بها علينا.

لست هنا لأعطي دروسا دينية، أو أخلاقية، أو أشرح التربية الوطنية، والحريات وحقوق الأفراد أين تنتهي وأين تبدأ، إنني أؤمن بأن في هذا الوطن رجال ونساء وشباب وكفاءات يشاطرونني الرأي في ما ذكرت، ومنهم من يعرف بأن المغرب يتطور على مستوى البنيات التحتية، ويرتقي في مختلف القطاعات، إلا أنه من الأهمية بما كان أن ننهي مع التهور والغرور وأن نرتقي حتى نكشف الفاسدين وما أفسدوه.

لماذا ونحن نتابع مواقع التواصل الاجتماعي والصور والأشرطة التي يبتها العديد من الأشخاص عن  دول متقدمة ومدن نظيفة، لا نطرح الأسئلة عن سر تقدم هذه الشعوب؟ وبغض النظر عن المفسدين والعابثين بالمال العام، هناك نحن، نحن من يجب أن نفرض الاحترام حتى على من أفسدوا وعبثوا بحياتنا.. رفقا ارتقوا ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.