الصخيرات… التزكيات الانتخابية من حرب الكل ضد الكل إلى البحث عن الهوية

0

اعلام تيفي/الصخيرات_محمد الطنجي 

لعله من حسنات التقنية أن وعي المواطن بتدبير الشأن المحلي في تزايد مستمر، لكن هل يمكن ان نرمي الورود على التجارب السابقة جزافا… إن صوت المجتمع الصخيري لا يخطأ في تصوراته، وعلينا أن نتطلع إلى المستقبل بالقطع مع الماضي لأنه يحيلنا على تجارب فاشلة فشلا ذريعا…حاليا نعيش تجربة، لعل أهم ما يحسب لها أن الناس، ولا سيما الشباب اصبحوا واعين ومقبلين على النقاش العمومي الهادف؛ لذا فيجب تشجيع هذا المنحى دون حنين لماض تصرم لأن ذلك مؤداه الحجر على الأفكار، والرجوع إلى منطق الشخص النجم. إن هذا منطق لا يستقيم بأي حال من الأحوال إلا إذا حنت الضحية لجلادها وطغت لغة المال وروج لها سواء من طرف من يمارسون هذا الفعل نهارا جهارا أو من قبل من على قلوبهم غلف، حيث يجد المتلقي ظاهر الكلام غير منسجم مع ما استقر في القلوب وتكرس في العقول.
اليوم نحن نحتاج ان نستمع إلى بعضنا البعض، بهدوء وروية كي نعرف من نحن في المجال السياسي، وما هي غاياتنا، وما الذي يمكننا تحقيقه عبر الامد القصير والمتوسط والطويل، وما هي الأولويات، وكيف لنا ان نمارس الفعل السياسي بمنطق النحن لا الأنا المتغطرسة التي جعلت مجموعة الثمانية كغثاء السيل رغم كثرتهم، فكتبت علينا تركيبة رباعية ابدعت في فن الاختلاف النمطي وممارسة تدبير الاختلاف بمنطق اللاتوافق…. تجربة اليوم تطرح اكثر من سؤال، وكثرة الاسئلة احيانا تؤدي للغط وتبرز منسوبا من التخلف الممنهج؛ إذ أن الإطناب في تقديس الأشخاص او شيطنتهم تفضح رهانات الفاعلين في النقاش العمومي…إن السؤال الفيصل هو: من يتحمل مسؤولية التخبط الذي نشاهده اليوم في خضم الأفلام الهيتشكوكية التي تشهدها حرب التزكيات، وإذا كنا سنة 2015 قد شهدنا حربا للكل ضد الكل لوجود اسماء تقليدية وتنظيم سياسي اشتغل على التواصل دبر بكعب عال الحملة الانتخابية وافرز لنا جمعويين بلبوسات سياسية، وطرف خامس ضم مثقفين ومتخرجي جامعات يقول لسان حالهم:« أنا الأول…» مع العلم ان منطق التنازلات والتدبير وفق المراحل كان ممكنا جدا، في خضم تلك الحرب انساق شباب جمعويون وراء الخطاب السائد، والموجه من طرف من خبروا استرتيجية الانتخابات، وتم الاجتماعات القبلية، التي تتضارب فيها الآراء لتغبر الرؤوس على جنوحها إلى صف الخطاب المدغدغ للمشاعر، والمبني على احكام القيمة، وشهدنا ايضا تنابزا بالألقاب في الفضاء الفايسبوكي، الذي استحالت زرقته إلى ألوان متخلفة تكرس القبح والخديعة، بل كانت ايضا مجالا يفرغ فيه الورع المتخلق أحقاده ويصرف ما تنوء به النفس الشريرة من احقاد، وتم توجيه العقل الجمعي فكانت النتائج التي تعتبر اهم مخرجاتها ممارسة للسياسة خمسة عشر يوما عرف فيها الناس بعض ابجدياتها، وكونوا علاقات مع الرموز والأسماء؛ وصار المشهد وكأننا نعيش اياما كروية تمارس فيها الإلتراس شتى انواع الشغب، والبلطجة…. إذا كان ذلك هو حالنا بالأمس، فإن منطق الانا المتعالية هجر ديار الفعل الجمعوي إلى داخل المجلس، ولعل للقاسم الانتخابي تأثير على هذه الوضعية، كما ان منطق الصراع المحتدم، الذي كان من بين مخرجاته الاستقالات والدعوة إليها والتفكير فيها كان له ايضا حضوره كعامل مساعد إن لم نتحدث عن رقيه إلى العامل المحدد لغياب الحوار المتمدن، وسيادة سياسة صم الآذان، والاكتفاء بتدبير الخلاف بالبحث عن الطرق التي يتم بها رد الصاع صاعين…. واقع اليوم الملتبس، الذي يعيش فيه الاشخاص ازمة هوية تكاد لا تعرف خلالها من مع من؟ ومن ضد من؟ مع سيادة منطق “كلام الليل يجلوه النهار”؛ وحرب المواقع، الذي يجعل النقاش العمومي ينحرف إلى مناقشة الاشخاص الابطال لا الأفكار الموضوعية . منطق تساهم فيه الأحزاب، التي نعرف اسماءها لكننا لا نعلم لها مقرات قرب لممارسة دور التأطير وإبداع الافكار كمراكز للتفكير كما هو الحال في الديموقراطيات العريقة، وإلى أن نبلغ ذلك المبتغى سوف نسعى للممارسة السياسة بالمتوفر حاليا للمساهمة في بناء الصرح الديموقراطي الذي دعا إليه عاهل البلاد بوضوح، مع المساهمة في الديموقراطية التشاركية الناجعة والفعالة…. هذا التخصيص الخاص بجماعة خبرنا تضاريسها السياسية، وهي الصخيرات، قابل للتعميم إقليميا، وهو تعميم فرضته كيفية التصويت وسبله المتاحة، ووطنيا لكون هذه الجماعة مجال مفتوح اجتمع فيه ما تفرق في غيره…
وإلى ذلك الحين، تصبحون على وطن.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.