العناية:”منحة أساتذة الريادة تمنح مرة واحدة فقط بينما المفتشون يستفيدون منها كل عام”
فاطمة الزهراء ايت ناصر صحافية متدربة
لا يزال الجدل مستمراً حول التعويضات والمنح التي يحصل عليها العاملون في قطاع التعليم بمدارس الريادة، وقد تبين أن منحة 10 آلاف درهم التي تحدث عنها الوزير تُمنح للأساتذة مرة واحدة فقط خلال مسارهم المهني، ولا تتكرر في السنوات التالية. وبذلك، فإن الأساتذة العاملين حالياً في هذه المؤسسات لن يحصلوا على أي تعويض خلال الموسم الدراسي الحالي.
وكشف جلال العناية أستاذ بمدرسة الريادة وفاعل نقابي وجمعوي في تصريح لموقع “إعلام تيفي” أن ما صرح به الوزير حول المنح الخاصة بالأساتذة، خاصة في شهري أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من السنة الماضية، يتعلق الأمر بمنحة الموسم الدراسي الماضي التي كانت موضع تساؤلات من العديد من المعنيين في المجال التعليمي في مدارس الريادة، حيث أثار موضوع التفاوت في التعويضات بين الأساتذة والمفتيشين والمُدراء العديد من النقاط المثيرة للجدل.
وأضاف الأساتذة قد أنهوا سنة دراسية كاملة في ظروف صعبة، إلا أن المنحة التي تم تخصيصها لهم لم تتجاوز 10 آلاف درهم، وهي قيمة تعتبر متواضعة مقارنة بما يتلقاه المفتيشون . وقال “هؤلاء الأخيرون يحصلون على تعويضات “خيالية”، بحسب بعض المصادر، حيث يتجاوز مجموع التعويضات المبالغ التي يحصل عليها الأساتذة بكثير وهذا التفاوت يثير تساؤلات حول مدى عدالة توزيع المنح داخل القطاع التعليمي”.
وأكد المتحدث أن أساتذة التعليم العام والمديرين في المؤسسات التعليمية لا يتلقون تعويضات ملائمة تتماشى مع جهودهم وتضحياتهم، بينما المفتيشون والأطر الذين يشتغلون في المراكز التابعة للأكاديميات والنيابات يحصلون على تعويضات ضخمة سنوياً.
وأشار الأستاذ إلى أن التعويضات الجديدة ستُمنح لعدد محدود من المؤسسات، بناءً على توفر شروط محددة. الأمر الذي يعني أن الأساتذة الذين يعملون حالياً في مدارس الريادة الجديدة لن يحصلوا على أي سنتيم إضافي، رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلونها لإنجاح هذا المشروع.
وكشف المتحدث أن الأساتذة في مدارس الريادة مطالبون بتقديم الدعم للتلاميذ خارج ساعاتهم الدراسية الرسمية. ورغم هذا الجهد الإضافي، فإن التعويض عن هذه الساعات لا يتعدى 97 درهماً للساعة، خاضعة للضرائب، يتبقى فيها أقل من 50 درهماً. واعتبر هذا المبلغ المتواضع أثار استياء الأساتذة، حيث يرون أن هذا المقابل لا يعكس حجم الجهد المبذول، بل يعتبر تقليلا من قيمتهم المهنية.
وأضاف رغم الجهود المبذولة لتحديث التعليم في المغرب، مثل إدخال الشاشات التفاعلية في الفصول الدراسية، إلا أن مستوى التعليم العمومي لا يزال يعاني من مشاكل كبيرة. يتساءل البعض عن جدوى هذه التقنيات الحديثة إذا كانت تُستخدم بشكل محدود أو غير فعال في الكثير من الأحيان. كما أن تطبيق المعايير التعليمية الحديثة يظل قاصراً في العديد من المؤسسات، مما يؤثر بشكل سلبي على جودة التعليم.
وأكد الأستاذ أن مشروع “مدارس الريادة” أثار الكثير من الانتقادات، حيث لم يحقق النتائج المرجوة منه رغم الترويج له كبرنامج لتعزيز جودة التعليم، فإن أغلب الآباء المثقفين والواعين بما يحدث في هذه المؤسسات قاموا بنقل أبنائهم إلى المدارس الخاصة وتسائل المتحدث حول سبب عدم إدماج مدارس الريادة في التعليم الخصوصي
وكشف المتحدث أن المقارنات بين “مدارس الريادة” والمدارس العادية أظهرت أن مستوى التلاميذ في الأولى لا يتجاوز المعدل العادي، بل إن التلاميذ المتفوقين يعانون من تراجع في مستواهم ووصف الامتحانات في مدارس الريادة بأنها “بسيطة جداً”، مما لا يساعد على تطوير مهارات التلاميذ المتميزين بل يحد من إمكاناتهم.