الطفولة و المراهقة..أية مقاربة في التربية؟

0

 

الطاهر مورتجين*

يمثل الاطفال والمراهقون المستقبل الواعد لكل مجتمع من المجتمعات، فالطفولة والمراهقة مرحلتان مهمتان تمثلان موضوعا حيويا وهاما بما للكلمة من معنى وللعبارة من دلالة.

وعلى أساس هذا المنظور فانهما تكونان الحلم الأكيد، يعقد عليه كل مجتمع اماله المستقبلية وطموحاته بحثا عن الانتاجية والتفوق.

فتقدم المجتمع يقاس بمدى اهتمامه ورعايته وتنشئته لأطفاله ومراهقيه بحكم أن المجتمعات ترتقي أساسا بفضل عنصرها البشري، لذا يشكل الأطفال والمراهقون المرجعية الاساسية للمستقبل كذوات وشخصيات فاعلة تمثل تركيبا اجتماعيا ينشد التغيير ويحلم بغد أفضل، وبما أن الأمر كذلك فالمجتمع المتخلف تخلف في رعاية وتنشئة الاطفال والمراهقين.

ينظر المراهق والشاب دائما نظرة أمل في المستقبل وهذا أمر طبيعي لكل واحد منهما سوي التركيب والنفسية، مليئة بالحيوية والتفاؤل، متشبعا بكل ما اكتسبه وتعلمه من قيم حميدة وتربية حسنة وتمثله من سلوك مدني.

ان التوجه الحكيم في مسألة تنشئة الأجيال يدعو في عمقه وجوهره الى تنشئة الاجيال الصاعدة على فطرة النمو والارتقاء والتطور مع ضرورة تجاوز السلبي من مرحلة الجيل الذي سبقه. يتأسس هذا التصور على التحديث دون القطيعة ويروم إذكاء الاحتفاظ بالموروث العاداتي والتقاليدي الحسن ويفسح المجال لتحقيق التجاوز الذي يحدث بفعل أجيال الطفولة والمراهقة، فإعادة التربية والتنشئة الاجتماعية بنفس المعايير معناه الركوض وتوقف نمو المجتمع الطبيعي. إنه الاجترار والتقليد والتخشب

نمط التربية والتنشئة الاجتماعية محددان أساسيان لنوعية الطفولة والمراهقة وبالتالي للشباب، فشخصية الراشد يتحدد تكوينها وترسم معالمها في السنوات الاولى من حياة الفرد. بهذا الخصوص يؤكد علم النفس التربوي وعلم النفس الطفل أن مرحلة الطفولة محدد أساسي لميولات الطفل والمراهق وحاجاته وتنمية ميولاته، وذكاءاته وصقل مواهبه وإبراز ابداعاته شريطة نمو سليم و اهتمام صحيح و تنشئة اجتماعية سوية

ولما كان الطفل قادرا على التمييز بناء على فطرته وما اكتسبه من البيئة الاجتماعية التي يترعرع فيها بين الحسن والقبيح، ولكي يكون مستجيبا لما يطلب منه متفاعلا ايجابا، اعتمادا على تواصله البريء وعلاقاته الاجتماعية لابد من بناء علاقة ثقة معه سواء داخل الاسرة أو خارجها بمختلف المؤسسات الاجتماعية والمؤسسة التعليمية خصوصا.

تقوم هذه العلاقة على الاحترام و الحق في السؤال مبنية على التحاور والتشارك و التحسيس بالمسؤولية و اذا كان حسب علم الاجتماع النتيجة تستمد قوتها من السبب فلتكن تربية الاطفال ورعاية المراهقين وفق اسس صحيحة واليات منسجمة و طبيعة سنهم ونموهم ملبية لمتطلباتهم المعقولة حريصة على التناغم و قدراتهم العقلية و الادراكية  تقديرا لذواتهم فمن الاقوال المخلدة لغاندي أفضل المعلمين الاطفال فعلينا حبهم وتقبلهم وتوجيههم مع ضرورة تحبيبنا لهم بتواصل لطيف رحيم فالمجتمع مليء بالأعطاب لدرجة نكاد نصدق ان الجريمة ظاهرة اجتماعية سليمة .

فالتربية حقيقة علمية، في مجتمعنا تشوبها جملة من الأخطاء وجب تصحيحها.

* أستاذ باحث في علم الاجتماع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.