الانتخابات وتخليق الفعل السياسي

0

 

محمود التكني*

مع اقتراب الانتخابات اشتدت رحال الدعاية حتى قبل أوانها وبدأ كيل السب والقذف في حق هذا الطرف أو ذاك وتمت الدعوة لمقاطعة منتوجات لمأرب سياسية كما حدث سابقا وذلك لمحاولة التأثير على الناخبين واستمالتهم بهذا الفعل المشين، وهناك من شمر على سواعده في الدعوة إلى مقاطعة التصويت لصالح هذا الحزب دون الأخر هكذا اندلعت حرب حامية الوطيس بلا حرب.

إن الانتخابات ما هي إلا عملية دستورية ينبثق من خلالها نواب ومستشارو الأمة الذين توكل لهم مهمة تسيير الشأن العام، ولكي نقطع الطريق على الحزب او الأحزاب التي راكمت تجربة فاشلة على جميع الأصعدة ولم تكن ناجحة سوى في أفواه مناضليها وليس مناصريها يجب فقط الاتجاه بكثافة نحو صناديق الاقتراع يوم التصويت، وستجد تلك الأحزاب نفسها قد عادت إلى حجمها الطبيعي المقزم أصلا.

ان عزوف المغاربة عن التصويت أنتج هياكل غير متجانسة مما عطل انجاز مجموعة من المشاريع بسبب الخلافات السياسية خصوصا في المجالس البلدية والقروية كما أدت السياسة العامة للحكومة إلى ارتفاع كلفة المعيشة وانخفاض الأجور بسبب الاقتطاعات وإصلاح نظام التقاعد على حساب الموظفين والمستخدمين، ويعتبر تراجع الأجور سابقة من نوعها مند حكومة عبد الله ابراهيم.

إن انتخابات 2021 تعتبر فرصة ذهبية أمام جميع المغاربة الناخبين لاختيار من يمثلهم وتشكيل حكومة قادرة على مسايرة تسارع الأحداث بالبلاد خاصة والجوار عامة. ان التغير الذي عرفته السياسة المغربية والخارجية خاصة منها راجع إلى حكمة وتبصر صاحب الجلالة نصره الله وأيده مما بوأ المغرب مرتبة يحسد عليها وعلى سبيل المثال لا الحصرصدمة فرنسا في قضية التجسس المزعوم وكيف للمغرب ان يتجسس على الحكومة الفرنسية حيث ظلت هذه الأخيرة تناقش الفعل وليس مضمونه.

إن انتخابات هذه السنة ستكون نقطة تحول مفصلية في تاريخ المملكة حيث سترتفع لا محالة نسبة المشاركة وسيتم انخراط جميع مكونات الطيف السياسي في هذه العملية الدستورية، لقد حان الأوان لنخدم بلادنا ونقطع مع الأحزاب التي استحوذت على قاعدة ناخبة بطريقة او بأخرى مستغلة فقر وجهل مناصريها. إن التصويت بكثافة في هذه الاستحقاقات سيسرع قطار الديمقراطية التي عرفها المغرب مند فجر الاستقلال وسيقطع مع ممارسات مشينة دأبت بعض الأحزاب على ممارستها للأسف. لهذا وجب أن نحمي هذا الحدث الدستوري من التلاعب والتراشق والطرق الملتوية غير الشريفة للمرور إلى مرحلة تعبر عن تطلعاتنا ومواقفنا التي نحسد عليها، حيث أصبح الكثير من دول الجوار غير قادر على استيعاب الآليات والأسرار التي ارتقى بها المغرب سلم التقدم ليصبح قوة إقليمية وتجربة تنموية يضرب لها ألف حساب.

 

* أستاذ التعليم العالي بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس و باحث في شؤون الصحراء المغربية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.