الإخوان أبو زعيتر ومتلازمة “محدثي النعمة” .. حينما يجتمع الجهل والغطرسة بين ثلاث مقاهٍ في مارينا سلا

0

اعلام تيفي – مراد المغربي

خسارة فادحة مني بها عثمان أبوزعيتر خلال بداية مباراة الملاكمة الأخيرة التي خاضها، ومن الجولة الأولى بضربة قاضية سددها غريمه  الملاكم الأمريكي فيرفولا، لكنه وبدل أن يراجع أوراقه ويكثف من حصص التمرين، اختار أن يعوض خسارته في مارينا سلا، هناك حيث تصطف مقاهي عائلة أبو زعيتر ومطاعمها الفاخرة.

ففي مساء يوم أمس السبت، وحينما كان مراسل إعلام تيفي  جالسا في أحد المقاهي رفقة أسرته، حتى ناداه الواجب الصحفي ودعته مهنة المتاعب إلى الانتقال نحو بؤرة نزاع على ناصية الممر المحاذي لموقف السيارات الذي يتوسط إقامات وشقق مارينا، ليفاجأ بأن الأمر يتعلق بخلاف حول ركن السيارات تسبب فيه والد الإخوة ابوزعيتر، وذلك بعدما قام بصفع سيدة احتجت على غلقه الطريق أمام سيارتها، ومنعها من ركن سيارتها هي الاخرى، ليتطور الأمر إلى عراك بينه وبين زوج السيدة، ما نجم عنه تلقي والد الإخوة أبو زعيتر لضربة تسبب له في جرح عميق على مستوى الحاجب الأيسر، كنتيجة لفشل محاولته نطح زوج السيدة المعتدى عليها.

وسريعا هب إلى عين المكان موظفو مقهى “رويال برغر” والمقهيين المتلاصقين معها، لكونها ثلاث مقاهي مملوكة للأخوة أبو زعيتر، وليشهد موقع الحادثة مزيدا من الاعتداءات بالضرب والسب والشتم للسيدة وزوجها، وهي الأفعال التي طالت أيضا المارة والمتجمهرين، قبل أن يلتحق الملاكم المنهزم عثمان وأخوه عمر بمكان الشجار، مرفوقين بأشخاص آخرين في هيأة حراس شخصيين، وليبدآ جولة تمشيط غايتها البحث عن السيدة وزوجها اللذان انصرفا قبل دقائق.

والمشهد الذي ترك حالة من الذعر والهلع في نفوس مرتادي فضاءات مارينا، جعل باب الأسئلة يفتح على مصراعيه حول الأسباب التي تجعل الإخوة أبو زعيتر يجرؤون على هذه العربذة والاعتداءات على المواطنين الآمنين، بل والتصرف خارج أي اعتبار للقانون والأمن عبر ضرب وشتم سيدة وزوجها، وتهديد المارة ومنعهم من المرور؟

بل إن الأمر قد دفع عمر أبو زعيتر إلى التهديد برغبته في قتل السيدة وزوجها، ولو كان ثمن ذلك أن يحكم عليه بالسجن، وكأنه يوحي بأنه سيفعل ما يشاء ولا يخيفه أي ردع ولو كان ممثلا في سنوات السجن، أو لربما هو يتوهم أنه سيعتبر بريئا مهما ارتكب من جرائم مقصودة وبنية معلنة.

الا يعرف الملاكم المنهزم وأخوه أن والدهما هو المعتدي، وهو من بادر إلى السب والشتم والصفع والضرب؟ الا يعرفان أن ثمة شهودا وكاميرات وأن في بلادنا والحمد لله قانونا يطبق على الجميع وقضاء من اختصاصاته وحده التحقيق فيما جرى وتوقيع العقوبات على الظالم وانصاف المظلومين؟ أم أن منطق حلبات الملاكمة جعل عقل الإخوة ووالدهم ينسون أن شؤون المجتمع والقانون والدولة تدار بمنطق مختلف؟.

ينبغي على الإخوة أبو زعيتر أن يفهموا أنه مهما امتلأت عضلاتهم فإنها لن تقوى على مصارعة عضلات القانون والحق ومكتسبات هذا الوطن التي اوصلتنا إلى أن يكون في مدينة مثل سلا عانت التهميش طويلا، مشروعا تنمويا عملاقا كمشروع مارينا الذي اتيح للأخوة أن يمتلكوا فيه ثلاث مقاهي. وتوهموا أنهم بذلك يملكون رقاب المواطنين المغاربة وأنهم فوق القانون.

إن ما يفعله الإخوة أبو زعيتر، لا يعدو كونه كما كبيرا من الجهل بالقانون، وقلة الاستقامة الأخلاقية، مع كم كبير من جشع  محدثي النعمة، وإلا لتأملوا قليلا فيما كان وما حدث لهم، ولفهموا ان من أعطى اليوم هو من ييأخذ غدا، وإن غدا لناظره قريب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.