
إعلام تيفي
من المنتظر أن يحل وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ بالمغرب خلال الأسبوع المقبل، في إطار زيارة يدشن خلالها مع الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبداللطيف لوديي مصنعا لإنتاج مدرعات “تاتا” في إطار شراكة إستراتيجية بين الرباط والشركة الهندية الرائدة في الصناعات العسكرية، في خطوة لتعزيز جهود المملكة الهادفة إلى تأسيس صناعة دفاعية.
وحسب ما تم تداوله من معطيات، تقع المنشأة الجديدة بمدينة برشيد، الدار البيضاء – سطات، وستعمل على إنتاج المركبات المدرعة ذات العجلات “WhAP 8×8”. وينتظر أن يُشغل المصنع أكثر من 100 مهندس وتقني مغربي تلقوا تكوينهم في الهند للمساهمة في تطوير خبرة وطنية في تجميع وصيانة المدرعات.
ويمثل افتتاح هذا المصنع خطوة نوعية للمغرب نحو تعزيز سيادته العسكرية، وتنويع مصادر تسليحه وتحقيق طموحه في أن يصبح لاعبًا رئيسيًا في الصناعات الدفاعية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكدت السفارة الهندية بالرباط أن “هذه الزيارة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين الهند والمغرب وحرص البلدين على تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والصناعة والتجارة، خدمة للمصالح المشتركة وتعزيزا للأمن والاستقرار الإقليمي”، وفق مواقع محلية.
ومن المنتظر أن تركز اللقاءات بين الوفد الهندي والمسؤولين المغاربة على تكوين الأطر، تحديث المعدات والبحث في مجالات التكنولوجيا الدفاعية.
ويُمثّل هذا المشروع نقطة تحول كبيرة للمغرب، حيث يضع أولى لبنات صناعة دفاعية محلية حقيقية، فبدلًا من الاعتماد الكامل على الاستيراد سيتم إنتاج المدرعات القتالية على الأراضي المغربية. ويهدف هذا المصنع إلى الوصول لنسبة إدماج محلي تصل إلى 50 بالمئة بشكل تدريجي.
ولا يقتصر التعاون بين المغرب و”تاتا” على الإنتاج، بل يشمل أيضا نقل التكنولوجيا والتكوين المستمر للكفاءات واليد العاملة المغربية، ما يشكل عنصرا أساسيا لبناء صناعة دفاعية مستقلة بالمغرب.
وتمهد الشراكة مع مجموعة “تاتا” الهندية، التي تمتلك خبرة واسعة في الصناعات الدفاعية، الطريق للمغرب لتوطين التكنولوجيا العسكرية، ما من شأنه أن يساهم في بناء منظومة صناعية دفاعية متكاملة على المدى الطويل.
وتندرج هذه الخطوة في إطار توجه المغرب إلى تنويع شركائه العسكريين، عبر تعزيز التعاون مع قوى صاعدة مثل الهند، الرائدة في الصناعة الدفاعية وتجربتها في مجال الإنتاج المشترك.
وتمضي المملكة بثبات على طريق توطين صناعة دفاعية في إطار رؤية طموحة، تحظى بدعم ملكي، تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي مع الاستفادة من الخبرات الدولية والشراكات الاستراتيجية.
وأصدر المغرب في العام 2021 قانونا لتنظيم الأنشطة المتعلقة بمعدات وتجهيزات الدفاع والأمن والأسلحة والذخيرة، وتضمنت المبادرة حوافز لاستقطاب الاستثمارت الأجنبية في هذا القطاع الواعد، من بينها إعفاء من ضريبة الشركات.
وهناك خطط لإنشاء مصنع لإنتاج وصيانة الطائرات المسيرة التركية في المغرب، بعد أن أثبتت فعاليتها. كما زار وفد من شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية المغرب لاستكشاف فرص الاستثمار، بعد أن أدرجت الولايات المتحدة المملكة ضمن قائمة مجموعة من الدول ستصنع هياكل وأجزاء من مقاتلات أف – 16.





