
حسين العياشي
شهدت المملكة خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية وثلجية أعادت بعض الأمل إلى وضعية الموارد المائية، حيث كشفت معطيات وزارة التجهيز والماء عن تحسن نسبي في معدلات ملء السدود، ليصل متوسطها الوطني إلى 31,1 في المائة. هذا التحسن، وإن ظل محدوداً، يعكس انتعاشاً ملحوظاً مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.
فحجم المياه المخزنة على المستوى الوطني بلغ ما مجموعه 5 مليارات و212,5 مليون متر مكعب، أي بزيادة تناهز 280,4 مليون متر مكعب مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعادل نمواً بنسبة 5,6 في المائة. ورغم هذا التحسن، تبقى التحديات المرتبطة بالطلب المتزايد على الماء قائمة، خصوصاً في ظل اتساع حاجيات الساكنة والقطاعات الإنتاجية.
وتشير بيانات منصة “ماء ديالنا” التابعة للوزارة إلى استمرار تباين نسب الملء بين مختلف الأحواض المائية بالمملكة. ففي حوض اللوكوس، بلغت نسبة الملء 45,56 في المائة بحجم يفوق 870 مليون متر مكعب، وهي نسبة مستقرة مقارنة باليوم السابق. وسجل سد واد المخازن تحسناً ليصل إلى 73 في المائة من طاقته، مقابل 70 في المائة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، بحجم بلغ 493 مليون متر مكعب.
أما في حوض أم الربيع، فقد سجل سد بين الويدان قفزة مهمة من 4 في المائة فقط العام الماضي إلى 13 في المائة حالياً، وإن كان حجم المخزون لا يزال متواضعاً. وفي الحوض نفسه، ما يزال سد المسيرة في وضعية حرجة عند نسبة 2 في المائة، رغم أنها أفضل بقليل من وضعه السنة الماضية حين كان مستقراً في حدود 1 في المائة.
وفي الشمال، سجل سد الشريف الإدريسي نسبة ملء بلغت 81 في المائة، وهو مستوى قريب من أداء السنة الماضية. بالمقابل، تراجعت نسبة الملء في سد دار خروفة إلى 13 في المائة بعدما كانت 17 في المائة.
كما أظهرت الأرقام أن سد سيدي محمد بن عبد الله يبلغ حالياً 69 في المائة، بينما سجل سد لالة تاكركوست 22 في المائة مقابل 19 في المائة العام الماضي. أما سد يعقوب المنصور فسجل انخفاضاً لافتاً عند 24 في المائة بعدما كان في حدود 54 في المائة السنة الماضية، فيما بلغ ملء سد المنصور الذهبي 39 في المائة.
ورغم بصيص التحسن الذي حملته الأمطار الأخيرة، لا تزال العديد من السدود تعاني انخفاضاً مقلقاً في مستوياتها، ما يفرض تعزيز سياسات تدبير المياه وترشيد استهلاكها، تأكيداً على أن الأمن المائي خيار إستراتيجي لا يحتمل التأجيل في بلد يواجه ضغطاً مناخياً ومائياً متزايداً سنة بعد أخرى.





