قصة شهاب الراعي الكذاب

0

برعلا زكريا_إعلام تيفي

يحكى أن راعيا إسمه شهاب، كان حريصا على أغنامه، وفي يوم من الأيام قرر الراعي أن يمزح مع أهل القرية ويصرخ بأن هناك ذئب يهاجمه ويهاجم أغنامه، فسمعه رجال القرية فما كان منهم إلا أن ركضوا لمساعدته، وعندما وصلوا تفاجأ الجميع بأنها مجرد مزحة، وأنه لا يوجد ذئب وأن شهاب كان يكذب عليهم. وظل يكذب لمرات عديدة حتى سئم الجميع من كذبه.

وذات يوم هاجم شهاب وأغنامه ذئب كبير، إلا أن أهل القرية لم يتوافدوا لنجدته، فخسر أغنامه وكاد أن يخسر حياته.

قياسا على ذلك يبدو أن زعيما سياسيا فقد سحره الخطابي، وصارت كل خرجاته المصورة تجذب تعاليق السخرية والغضب لا أقل ولا أكثر. فلم يعد أحد يصدق رواية التماسيح والعفاريت، خصوصا أن أصدقاء الأمس صاروا خصوم اليوم.

ولعل أهم قاعدة في لعبة السياسة أن المصالح تبرر المواقف.

فعندما ترى حزب المصباح يهرول للتطبيع مع إسرائيل ضدا عن مبادئه، ويشارك في توقيع أقسى القوانين على المواطنين عندما كانت لديه الأغلبية الحكومية، على غرار التخلي عن دعم المحروقات والزيادة في مجموعة من الضرائب ورفع سن التقاعد وتغيير طريقة احتساب المعاش والاقتطاع من أجرة المضربين الذين يدافعون عن قضاياهم المشروعة وغيرها من القرارات التي أثرت بشكل كبير على القدرة الشرائية وأجهدت الطبقتين المتوسطة والهشة.

والجدير بالذكر، أن الإحباط الذي أصاب المواطنين من بهتان المصباح وميوعته عندما أتيحت له فرصة تشكيل الحكومة وشبهات اختلاس المال العام واستغلال النفوذ التي ارتبطت بعدد من مسؤولي الحزب إبان ولايتين تشريعيتين ، هذا الإحباط هو الذي جعل المواطنين إما عازفين عن التصويت خلال اقتراع 8 شتنبر أو بالتصويت ضد العدالة والتنمية بغض النظر عن البديل. وهو الأمر الذي أفرز النتائج التي أوصلتنا لما نحن عليه اليوم.

وما أزمة الماء التي تعرفها البلاد، وأقر بها الوزير المسؤول عن القطاع سوى نتائج سوء التدبير خلال السنوات الماضية حيث كان حزب العدالة والتنمية برئاسة الحكومة التي وقفت متفرجة أمام انتشار الزراعات المستهلكة لكميات كبيرة من الماء، مفتقدة للتبصر والاستشراف والتخطيط الجيد في مختلف القطاعات ، سواء الصحة أو التعليم، ولم يقدم حزب العدالة والتنمية القيمة المضافة التي كان يروج لها قبل وصوله للسلطة.

وبالعودة للراعي فإذا أراد أن يستعيد ثقة سكان القرية يجب عليه أن يتخلى فورا عن المعاش الاستثنائي أو أن يتصدق به كاملا على الفقراء والمساكين حينها فقط يمكن أن نقول لشهاب : “عفى الله عما سلف”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.